U3F1ZWV6ZTMxMzgyNTg5ODgwMjY4X0ZyZWUxOTc5ODg1MTM3NjAwMg==

التعجب - اسلوب التعجب


التعجب - اسلوب التعجب


قال ابن مالك:
بالفعل انطق بعد ما تغجيبا
                    أو جئ ب افعل قبل مجرور ببا
والورد افعل انصبنه ك ما
                   أوفى خليلينا واصدق بهما

التعجب انفعال يحدث في النفس عندما ترى شيئآ فيه مزية وزيادة.
صيغتا التعجب:
التعجب صيغتا إحداهما "ما أفعله" والثانية " افعل به" وإليهما أشار المصنف بالبيت الأول، اى انطق بالفعل قبل مجرور ببا، نحو: احسن بالزيدين، واصدق بهما.
اعراب صيغتي التعجب:
( ا ) ما أحسن زيدآ:
فما مبتدأ وهي نكرة تامة عند سيبويه والنكرة التامة هي التي لا تحتاج إلى ما بعدها ليكون صفة، أما النكرة الناقصة فهي التي تحتاج إلى ما بعدها ليكون صفة والمعرفة الناقصة هي اسم الموصول لأنه يحتاج إلى ما بعده ليكون صلة.
ما مبتدا، واحسن فعل ماض، فاعله ضمير مستتر عائد على " ما" وزيدآ مفعول به لاحسن، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدا" ما" والتقدير" شئ احسن زيدآ"  اى جعله حسنآ، وكذلك " ما أوفى خليلينا".

( ب ) احسن يزيد:
واما افعل ففعل امر، المشهور عند البصريين انها فعل ماض جاء على صورة الأمر والمجرور بالباء الزائدة وجوبآ فاعله، واصل الكلام احسن زيد اى صار ذا حسن ثم أرادوا أن يدلو به على إنشاء التعجب فحولوا الفعل إلي صورة الأمر.
افعل فعل أمر ومعناه التعجب لا الأمر وفاعله المجرور بالباء والباء زائدة.

الدليل على فعلية افعل:
واستدل على فعلية افعل بلزوم نون الوقاية له إذا اتصلت به ياء المتكلم نحو : " ما افقرني إلي عفو الله".

الدليل على فعلية افعل:
واستدل على فعلية "افعل" بدخول نون التوكيد عليه في قوله:
ومستبدل من بعد غضبي صريمة 
                   فأخبره من طول فقر واحربا
أراد " وآخرين" بنون التوكيد الخفيفة، فابظلها الفا في الوقف.
الشاهد: قوله: " واحربا" حيث أكد صيغة التعجب بالنون الخفيفة، وقد علمت أن نون التوكيد يختص دخولها بالأفعال فيكون دليلآ على فعلية صيغة التعجب خلافآ لمن ادعى اسميتها.

حكم تالي افعل:
أشار بقوله " وأبو افعل" إلى أن تالي " افعل" ينصب لكونه مفعولآ، نحو: ما أوفى خليلينا.
ثم مثل بقوله: " واصدق بهما" للصيغة الثانية.

اراء العلماء في إعراب" ما".
وما قدمناه من أن " ما" نكرة تامهة هو الصحيح، والجملة بعدها في محل رفع خبر المبتدا والتقدير" شئ احسن زيدآ" اى جعله حسنآ.
وذهب الاخفش إلى أنها موصولة والجملة التي بعدها صلتها والخبر محذوف والتقدير" الذي احسن زيدآ شئ عظيم".
وذهب بعضهم إلي أنها استفهامية، والجملة التي بعدها صفة لها والخبر محذوف والتقدير' اى شئ احسن زيدآ".
وذهب بعضهم إلى أنها نكرة موصوفة والجملة بعدها صفة لها والخبر محذوف والتقدير" شئ احسن زيدآ عظيم".

قال ابن مالك:
وحذف ما منه تعجبت استبح
                   إن كان عند الحذف معناه يصح
حكم حذف المتغجب منه:
يجوز حذف المتعجب منه وهو المنصوب بعد افعل والمجرور بالباء بعد افعل ب إذا ظل عليه دليل فمثال الاول قوله:
ارى ام عمرو دموعها قد تحدرا
                   بماء على عمرو وما كان اصبرا
التقدير " وما كان اصبرا" فخذف الضمير وهو مفعول افعل للدلاله عليه بما تقدم.
ومثال الثاني: قوله تعالى" اسمع بهم وابصر" التقدير في غير القرآن الكريم - والله اعلم -واصبر بهم فحذف " بهم " لدلالة ما قبله عليه- 

وقال الشاعر:
فذلك إن يلق المنية يلفها
                  حميدآ وإن يستغني يومآ فاجدرا
اى فاجدرا به حذف المتعجب منه بعد افعل وإن لم يكن معطوفآ على افعل مثله و و شاذ.
                          العبقري
                         مصطفى خميس

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة