من هو واضع علم الصرف
![]() |
واضع علم الصرف |
قد يعجبك ايضا
أول من وضع علم الصرف
أول من وضع علم الصرف هو مُعاذ بن مسلم بن أبي سارة الهرّاء النحوي الكوفي؛ أستاذ الرؤاسي والكسائي، وهو من تلامذة الإمام جعفر بن محمد الصادق وأصحابه وخاصته وبطانته وثقاته، روى عنه كثيراً، وكان نحوياً عارفاً بالقراءات والفتيا والأحكام، وكان يفتي الناس في المسجد كلاً على مذهبه، وقد عُدَّ معاذ مؤسساً لهذا العلم لأنه أول من تكلم به بحسب أقدم نص وصل إلينا، حيث روي أنه ناظر رجلاً فقال له: كيف تقول من (تؤزُّهم أزّاً) يا فاعل افعل، وصِلها بيا فاعل افعل من (وإذا الموؤدة سُئلت).
ومعنى سؤاله هو أن يصوغ المناظر له من الفعلين (أزَّ يَؤزُّ) و (وأدَ يئدُ) اسم فاعل وفعل أمر.
حيث إن الفعل الأول (أزَّ) ومعناه: أزعجه إلى الأمر؛ هو فعل مهموز الفاء مضاعف، ولكل من هذين العنوانين قواعد ينبغي مراعاتها عند التصريف والتحويل.
أما الفعل الثاني (وأدَ يَئدُ) ومعناه: دفنها حيّة، فهو فعل مثال مهموز العين ولكل من هذين العنوانين قواعد ينبغي مراعاتها عند التصريف والتحويل أيضاً كما سيتبيّن إن شاء الله.
والالتفات إلى هذه القواعد عند التطبيق هو عينه الغاية من علم الصرف.
ومعنى الآية 83 من سورة مريم: (ألم ترَ أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزّهم أزّاً) هو قوله سبحانه لنبيه ألم ترَ يا محمد؛ أنا خلينا بين الكافرين و بين الشياطين إذا وسوسوا إليهم ودعوهم إلى الضلال حتى أغووهم، ولم نحل بينهم وبينهم بالإلجاء ولا بالمنع؛ وعبّر عن ذلك بالإرسال على سبيل المجاز والتوسع، كما يقال لمن خلّى بين الكلب و غيره: أرسل كلبه عليه.
بحث كامل عن علم الصرف pdf
ومعنى الآية 8 من سورة التكوير (وإذا الموؤودة سُئِلت) أي إن البنت التي دفنت حيّة تُسأل، فيقال لها: بأي ذنب قُتلتِ؟ و معنى سؤالها توبيخ قاتلها؛ لأنها تقول قتلت بغير ذنب، فيكون توطئة لأن تسأل الله تعالى الانتصاف لها من قاتلها حتى يُسأل عن قتلها فيؤخذ لها منه.
قال الجبائي: إنما سميت موؤودة؛ لأنها ثقلت في التراب الذي طرح عليها حتى ماتت.
قال الطبرسي: هذا خطأ؛ لأن الموؤودة من وأد يئد معتل الفاء. أما الثقل فمن آده يؤده أثقله؛ وهو معتل العين و لو كانت مأخوذة منه لقيل مئودة على وزن مَعُودة.
أقول: وهنا استفاد الطبرسي من علم الصرف في فهم الآية وتصحيح الخطأ الذي وقع فيه الجبائي، وهذه أهم ثمرات علم الصرف.